الآن وقد نسينا كعادتنا
أو أقول قد خفت حدة الأمر
أمر إسائة الصحف الدانماركية للرسول الكريم
فإنى أحاول هاهنا الإجابة عن أربعة أسئلة رئيسية
لماذا؟
هل كان علينا أن نرد أصلا؟
هل هذا الرد كان صحيحا؟
ما الذى نستطيع أن نكسبه من تلك الأزمة؟
لماذا الإساءة؟
لا يوجد مسلم أو كافر عادل يقبل أو يرضى أن يشتم الرسول
و نحن كمسلمين ينبغى أن نغضب له
ولكن
دعونا ننحى هذا الغضب قليلا لنفكر
لماذا
1- الأوروبيين عاشوا تحت طاغوت الكنيسة أعواما عديدة كانوا فيها هم الأسفلون ثم ثاروا على هذا الطاغوت بإنشاء طاغوت أخر
و هذا هو حالهم دائما التنقل من تطرف إلى اخر
طاغوتهم الجديد هو الحرية
هم يرون أن الحرية لا حدود لها و هى مقدمة على كل شىء
جعلوها إلها يعبد من دون الله
و بسبب هذه الحرية سبوا المسيح ولم يكلمهم أحد
فاعتقد ذلك الصحفى المغمور أنه يستطيع القيام بالأمر نفسه مع سيدنا محمد تحت زعم
"حرية التعبير"
2- نحن للأسف قد تركنا دورنا المنوط بنا وهو تبليغ الرسالة للعالم
معظم الأوروبيين خصوصا لو عرفنا أن الهجرة لاسكندنافيا تلك ليست من الأمورالمحببة للعرب و المسلمين عل عكس فرنسا مثلا
معظمهم لم يسمع عن الإسلام قبل 11 سبتمبر
و لأن الإنطباعات الأولى تدوم
الصورة المرسومة للإسلام فى العالم سيئة
رسمناها نحن قبلهم
عن طريق إعلامنا الرائع
و سياحنا المهذبون
3- نظرتهم إلى الأديان عموما
كما قلنا هم عانوا تحت طاغوت الكنيسة و عرفوا أن المسيحية تلك لا تساوى الورق الذى كتبت عليه
و عمموا الحكم على باقى الأديان
هم ماديون إلى أقصى درجة
حتى المتدينون منهم يعرفون الدين بأنه علاقة بين الفرد و ربه
أى أنه لا مكان لها فى الشارع بين الناس
حيث الإله هو القانون
4-ربما إرادة الشهرة
5-ربما المال
6-ربما حرك الأمر شخص ما يريد أن يسىء للرسول
هذه الإسباب ربما تكون هى الدافع الشيطانى لهذا الشخص الملعون ليمسك بريشته
البعض يقول أن السبب هو الحقد على المسلمين
و أنا أتساءل
لماذا الحقد
نحن أفشل و أسوأ أهل الأرض
لو سألتنى لقلت لك نحن حتى لا نستحق الحياة
مستحيل أن يكون هذا هو السبب
ستقول أنهم يغيرون من تمسكنا بديننا
سأرد عليك بنقطتين
1- أى تمسك؟
2- من الناس من هو أشد تمسكا بعقيدته الفاسدة من تمسكنا بعقيدتنا السليمة
السبب ليس الحقد
النصارى و اليهود يحقدون على المسلمين حقا و لكن من قال أن هؤلاء نصارى
الرسام نفسه أساء للمسيح و لسيدنا موسى من قبل
يجب أن نحدد العدو أولا
هل كان علينا ان نرد أصلا؟لا أعتقد فالأمر أهون من ذلك بكثير
فى أوروبا معدل اصدار الصحف كبير جدا
يوجد صحيفة لكل بلدة تقريبا
المعدل يقترب من صحيفة لكل 100 الف شخص
هذه الصحيفة صحيفة صغيرة
و اللغة الدانماركية لغة غير مقروءة تقريبا
نحن اللذين قد نشرنا الأمر و أحييناه بعد أن مات
و ربما لهذا أسباب
1-حالة الإحباط العامة و يأسنا من مواجهة مشاكلنا الكبرى جعلتنا نتصيد خطأ دولة
نحن نعلم أنها صغيرة
نحن نعلم أنه لا تربطها بحكامنا علاقات قوية و مؤثرة تجعل الإعلام الحكومى يهدئ الموضوع
طبعا قبل التصعيد لم يكن أحدا يضع هذا فى إعتباره ولكن هذه هى الأسباب التى جعلته يكبر
2-خصوصا فى المرة الثانية كان هذا الموضوع مثاليا لسحب أنظار الناس عن قضايا مهمة أخرى
3-المزايدة من كافة التيارات فهذا يقول نحن لن نقبل الإعتذار و هذا يزايد بأنه لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
4-للأسف البعض الذين لم يكن لهم يوما موقفا "قويا"
و "قويا " أقول
تجاه القضايا السياسية بداعى أن هناك ما هو أهم
وجدوا فى الأمر مبرر قوى لكسب المزيد من الأرض و تسجيل موقف يثبت إيجابيتهم
5- المملكة العربية السعودية التى لم نعرف لها موقفا قويا قط
ربما بسبب المحبة الكامنة فى القلوب للأمريكان
أرادوا الظهور بموقف المدافع الغيور على النبى خصوصا أن الخصم كما قلنا لا ناقة له و لا جمل فى الإقتصاد و السياسة
لو تذكرون كانوا هم السباقون بمقاطعة الدانمرك رسميا
6-الفرد وحده ذكى و الجموع غبية كما نعلم فى ظل كل هذه الظروف لم يكن هناك من يستطيع أن يتوقف أو يقول السكوت أفضل
هل كان هذا الرد صحيحا؟أنا لا أقف فى وسط المدرج لأسب الدكتور لسببين
أولهما انى أحترمه
ثانيا خوفا من العواقب
أما و قد عرفنا يقينا أننا ليس لنا أنياب أو مخالب
أو حتى أظافر
إلا سلاح المقاطعة
السلاح المضحك فى تلك الحالة
لأنه يدل على غباء شديد
فمن أخطأ فى النهاية صحيفة
و نحن عاقبنا شركات
يوجد لدينا خلل فى فهم تركيب الدولة الحديثة
الدولة التى ليس فى سلطتها إلا الرقابة و فرض القوانين
هم كما قلنا يعبدون حرية التعبير
فلم يكونوا ليمنعوا الصحفى عن النشر
كما أن إقتصادهم حر أى أن مقاطعة أى شركة لن تؤثر على الدولة بأى شكل
ناهيك عن أننا أصلا لا نستورد منهم شيئا تقريبا
كم واحدا منا يأكل زبدة لورباك
نحن قد استسهلنا المقاطعة
لو دعيت لمقاطعة جزر الأنتيل الهولندية فأنا موافق على الفور
لأنى لا أشترى منهم شيئا
نحن مازلنا نفكر بعقلية لعصور الوسطى
حيث الملك يسيطر على كل شىء فنضرب شركة تابعة له عقابا لما فعلته صحيفة بتاعته برضه
اذا لا يبقى لنا إلا الإحترام
فلنفكر قليلا
هل يوجد فى العالم من يحترمنا
بالتأكيد لا
من يستطيع أن يعثر على سبب نستحق من أجله الإحترام رجاء فليكذبنى
اضف لهذا أننا أضفنا لصفاتنا المشرفة صفة الظلم
فنحن عاقبنا شركات بسبب سبة أطلقها شخص ما
للأسف نحن من ساعد على نشر الإساءة
هذه المرة فى 17 صحيفة و بصورة مستفذة
الصحف كانت تنشر فى المرة الأولى بطريقة الخبر
أما فى الثانية فبصورة التحدى
لأنهم قبضوا على خلية كانت تستهدف تفجير المجلة التى بدأت النشر
و لكن من كل أزمة يمكن أن يولد أمل
كان ممكن أن يولد أمل أن تتحد الأمة كلها على موقف ما
أى موقف
خطأ أو صواب
كنا ممكن أن نتحد على المقاطعة التامة
ولكن خرج علينا عمرو خالد بفكرة أن نحاور الدانمارك
ربما الحوار كان هو الأفضل
ولكن هذا لو كنا اتفقنا عليه
أما و اننا متفقين على شىء ما
فكيف يخرج شخص عن الصف
الآن أعتقد أن ما نستطيع أن نكسبه من هذه الأزمة
1-لا بد من تعريف العالم بالنبى
للأسف معظم حملات الدفاع تتم فى الداخل
كأننا نحن من أهان النبى
لا بد وألا ننسى دورنا
ومهمتنا فى ارشاد الناس
و تبليغ الرسالة
حاول أن تنشر المواقع الدعوية باللغات الأجنبية على النت
حاول أن تعرف الناس من هو النبى
هذا هو الرد المناسب
أن نحاول أن نكسب المزيد من الأرض
2-دعونا نحاول أن نفهم الغرب
هذه الأزمة ومن قبلها الكثير أثبتت أننا لا نعرف شيئا عنهم
نحن منقسمون إلى ثلاث طوائف
ا-طائفة مطلعة على ثقافتهم ولكنها منبهرة بهم و ترغب فى تقليدهم
أى أنها لن يكون لها دور فى مواجهة هذا الغرب
لا أحد يواجه مثله الأعلى طبعا
ب-طائفة ترفض تماما الإطلاع على ثقافة الغرب
و تعيش فى ظل ثقافتنا القديمة
و هى بذلك تأخذ كل معلوماتها عن الغرب من مصدر واحد
مصدر المعارض
هذه الرؤية مستحيل أن تعطى فكرة صحيحةمما يجعل هذه الطائفة أيضا تصدر أفعال خاطئة
أو قل لا تصدر أفعال صحيحة
ج-طائفة لا تطلع على شىء مطلقا
لا بد من أن نوجد الأختيار د – طائفة مطلعة جيدا على ثقافة الغرب بهدف مواجهته
هؤلاء الناس للأسف قلة و نذكر منهم العلامة أحمد ديدات رحمه الله و الشيخ يوسف القرضاوى
لا بد أن نفهم عدونا لنواجهه جيدا
3-دعونا نحاول أن نكسب احترام العالم
لابد و أن يكون لنا رصيد نستطيع أن نتكل إليه عند حدوث أى أزمة
للأسف لقد نفذ رصيدنا
لا بد من إعادة شحن البطاقة
و كل من موقعه
لا بد و أن يكون المجتمع المسلم ناجحا
لا بد و أن تكون لنا أياد بيضاء على العالم
لابد أن تكون للمسلمين اليد العليا
وذلك لن يتحقق إلا بالعمل
أى عمل
كل فى موقعه كما قلنا
4-إذا حدث و اجتمعت الأمة على موقف ما
أى موقف حتى لو كان خطأ
فخروج أى شخص عن الصف
هو خيانة للأمة
ربما يكون رأيه صوابا
ولكنه بخروجه عن الصف
أضعف الإتحاد
وشغلنا بصراع جانبى عما هو أهم
5- لازم نضع نصب أعيننا دائما من هو العدو الأول
العدو الأول هو إسرائيل
القضية الأولى هى فلسطين
حتى لا نسمح لأى شخص أن يحاول أن يشتتنا بأى تصرف أحمق
عن قضايا أهم
لا يوجد من هو أهم من الرسول
و لكن الله قد كفاه المستهزئين
وده شخص وظيفته رسام كاريكاتير
يعنى احنا تنازلنا كثيرا جدا عندما حاولنا أن ندافع عن رسول الله و جعلنا خصمنا ذلك الشخص التافه
و أخيرا العنصر المشترك الأكبر فى الأسئلة الأربعة
بعدنا عن ديننا
لا أتحدث عن الصلاة و الصوم و اللحية و تقصير الثوب
بل أتحدث عن الدين كله
الدين الذى أضعناه فصار غريبا
نحن حاولنا أن نصير مثلهم ففشلنا
و خسرنا أيضا إحترامهم
هل تحترم القرد لانه يحاول تقليدك
لا
أى سائح يأتى إلى بلادنا يرى بالتأكيد ما لا يسر
يرى نفاقا
يرى من إذا تحدث ظننته ملاكا
و إذا فعل ظننته شيطانا
يرى مسوخا تحاول تقليده فتفشل
معظم من يهاجر لبلادهم
يهاجر بدافع أن يعيش مثلهم
لا بدافع رسم نموذج ناجح للمسلم
حاول أن تنظر لحالنا بأعينهم
نحن للأسف فقدنا الكثير و الكثير لأننا صرنا معلقين فى الهواء
بين هويتنا و بين الغرب
يجب علينا أن نصير مسلمين أفضل
فى الشوارع و اماكن العمل قبل المساجد
و بهذا
تقوى أمتنا
ندافع عن نبينا
و نؤدى رسالتنا