تاريخ ايطاليا بصورة عامة

لم تكن ايطاليا عند بداية عام 1848 موحدة كما لم تكن مستقلة فكان القسم الغني منها بما فيه (ميلان والبندقية) جزءا من امبراطورية النمسا وكان جنوبي هذه المنطقة النمساوية اي في اواسط ايطاليا دوقيات مستقلة ثلاث هي (بارما ومودينا وتسكانيا) يحكم كل منها امير من (ال هبسبرك) والى جانب هذه الدويلات كانت دولة البابا تحت سيطرة البابا اما في جنوب ايطاليا المؤلف من (نابولي وجزيرة صقلية) فكان يدعى بمملكة الصقليتين تحت سيطرة ملك من (ال بوربون) تؤازره النمسا في الاوقات العصيبة ولم يكن في جميع ايطاليا دولة مستقلة عن النفوذ الاجنبي سوى( مملكة سردينيا) التي كانت تشمل (بيدمونت,جنوة,جزيرة سردينيا).
غير انه وجدت في مختلف انحاء ايطاليا خلال المدة (1830-1848 م) حركة تعمل وراء الستار في سبيل الوحدة القومية والاستقلال وان كان هناك شي من الاختلاف بين العاملين في هذا السبيل فجماعة (جوزيف مازيني) كانت ترمي الى تحقيق الوحدة في ظل حكومة ثورية وكان حزب (رجال الدين) يرمي الى انشاء اتحاد ايطالي تحت رئاسة البابا وكان الفريق الثالث يريد زعامة الملك (شارل البرت) ذي الانزعة الحرة ملك مملكة سردينيا المستقلة على ان الاختلاف في نوع الحكومة المنشودة ورئاستها لم يؤثر في موقف الكره والمعارضة لنفوذ النمسا فالقوميون على اختلاف وجهات النظر كانوا متفقين على ضرورة اخراج النمسا من الاراضي الايطالية واقصاء نفوذهم من البلاد وان جمعية (ايطاليا الفتاة) التي اسسها(مازيني) والتي استهدفت انشاء جمهورية ايطالية موحدة استهدفت بالدرجة الاولى التخلص من السيطرة الاجنبية.